أين زمردة؟؟

أين زمردة؟؟

كنّا قد أعلنّا بالأمس عن غياب أخبار زمردة ولا غرابة في ذلك .. فزمردة قد غادرت كوكبها أمس لتنشر عبيرها بين كواكب مجرّتنا السبيستونية كاملة، لماذا؟؟ لأنه ببساطة .. يومها ..

إلى أكشن كانت رحلتي الأولى .. لألتقي بأمل .. لم تكن أمل بانتظار الزواج من ممثل مشهور لتكون صاحبة بصمة .. فعملية بحث بسيطة عن اسم " أمل علم الدين " سيخبرنا عن إنجازات هذه السيدة في عالم القانون وعن مساهماتها في أن يكون العلم جزءاً لا يتجزأ من حياة كل فتاة...

في كوكب رياضة كان اللقاء مختلفاً ويحمل في داخله شيئاً من الغصّة والألم .. الموعد كان مع سميّة يوسف عمر .. لا ليس معها بالضبط .. إنما مع أختها التي أخبرتني كم آمنت سمية بقدرتها على الجري .. كم حلمت برفع علم بلادها في الأفق! كم تحدت من صعاب وكيف كانت الظروف مستحيلة ! التدريب البدائي.. الحذاء القديم والخسائر المتوالية كل ذلك جعل من سميّة أيقونة في عالم الألعاب الأولمبية رغم الإنجاز الذي لم يكتمل .. رغم وفاتها قبل أن تتمكن من الوصول إلى المملكة المتحدة .. إلا أن مسيرتها سُطرت حرفاً حرفاً في رواية حلمت اسم .. "لاتقولي أنك خائفة" ..

على الطريق إلى كوكب مغامرة أصاب سفينتي عطل تقني .. ومع إطلاقي لنداءات الاستغاثة فاجأني صوت زمردي يجيب : " معك مريم و أنا هنا للمساعدة!!! " ماذا تفعل زمردة في كوكب مغامرة ؟؟؟ لم يعد لسؤالي معنى حين عرفت أن مريم الجوعان هي أول رائدة فضاء عربية .. زمردة من الكويت آمنت بالحلم وانطلقت لتنفيذه من جامعة سان بطرسبرغ دون أن تخفي أنها تطمح في البدء بنشاط يتعلق بالفضاء والأبحاث في وطنها الأم.  

بعد ما حصل في كوكب مغامرة .. كان لقاء الدكتورة شادية حبّال في كوكب علوم أمراً طبيعياً في مجال لا تتعدّى نسبة السيدات فيه عشرين في المئة "الفيزياء" .. لم تكتف الدكتورة شادية بدراسة الفيزياء .. بل تابعت أبحاثها في ما يسمّى فيزياء الفضاء!! ووصف كثير من العلماء خطواتها في البحث بأنها قنابل علميّة تجعل البشرية تخطو خطوات هائلة نحو الأمام ..

بهدف الاستراحة انتقلت إلى كوميديا .. شممت رائحة القهوة العربية وفاجأني استقبال يحمل من الجدية ما يحمل من الطرافة .. سيدة في الثلاثينات تحضّر رسالة الدكتوراة الخاصة بها في أساليب التعلم وأم لولدين .. عفواً هل أخطأت العنوان!! لا إنه كوكب كوميديا و"هتون القاضي" هنا .. زمردة من النوع الرفيع التي قررت أن تواجه أخطاء المجتمع بضحكة وكلمة ورسالة تنشرها على مواقع التواصل كلما سمح لها الوقت .

في أبجد وبونبون وأفلام .. التقيت عشرات الزمردات اللواتي قررن أن يكنّ الوسيلة لتحقيق أحلام الأطفال .. لمحت معلّمة تعطي الدرس من قلبها وعقلها تلتفت هنا وهناك و تسجل المعلومات لأنها تعلم أن بين يديها شباب المستقبل وصنّاع الغد..

وجدت أمّاً تبتسم بإيمان وهي تساعد طفلها صاحب الاحتياج الخاص وبدعمها وثقتها به تعوّض كل نقص وتمنحه أجنحة للطيران..

ألقيت التحية على عشرات الأمهات اللواتي يصنعن بحبهنّ وإيمانهنّ أفلام نجاح لمن أدركوا أنهم المسؤولية الأغلى في كل حين..

في يوم المرأة .. تحية مني ومنكم لزمردات سبيستون .. لنحلات ما وراء الشاشات .. المشرفات في منتدانا الغالي .. صاحبات الأفكار والإبداعات والحوارات التي لا تنتهي .. لكل واحدة منهنّ حكاية وشخصية .. يختلفن في الطباع ويتشابهن في إيمانهن بكم.. أنتم جيل الغد الراقي..