الغلاف
سبيستون
الحكايات
كوكب الأبطال الكبار

مظهر أم جوهر؟

أهلاً بكم في حكايات
مع كل شهر نحن على موعد مع قصة فيها الفائدة والتسلية أيضاً.
والبداية مع هذه القصة التي تحمل في طيّاتها التشويق والعبرة ...


كان يا مكان في قديم الزمان ، وفي إحدى الغابات الكبيرة عاش فيل ضخم يدعى "فيلون" كان هذا الفيل كلما تحرك تهتز الأرض من أسفل قدميه بقوة، مما جعل الحشرات والحيوانات الصغيرة تهابه وتبتعد عنه خوفاً من أن يدوسها بقدمه وهو لا يدري.
إلا أن فيلون كان حزيناً من معاملة الحيوانات الصغيرة له، فهو يحبهم ويحب أن يلعب معهم ولكنهم يبتعدون عنه، مهما تقرّب منهم.
وبقي الحال على وضعه إلى أن كان الفيل مرّةً يسير في الغابة وإذ به يسمع صوت أنين، ففتّش عن مصدره فوجد أرنباً صغيراً يئن من الألم من قدمه المكسورة، أشفق "فيلون" على الأرنب وعرض عليه المساعدة، إلا أن الأرنب أجابه بخوف: هل ستأكلني أيها الفيل الضخم الكبير؟
فقال الفيل وهو يضحك : ماذا تقول أيها الأرنب الصغير؟ أنا لا آكل الحيوانات بل أنا أحبها.
وقال له: انتظرني ريثما أحضر الضماد والمعقمات كي ألف ساقك وأوقف نزيفها، شعر الأرنب ببعض الأمان، إلا أنه ظل في نفسه خائفاً من الفيل.
في هذه الأثناء كان الثعلب الماكر يراقب من بعيد ما يحدث أمامه بفضول كبير، واقترب من الأرنب بعد ذهاب الفيل وقال له : مرحباً أيها الأرنب.
 لم يرد الأرنب.
فاقترب منه الثعلب وقال : لمَ لا ترد عليّ أيها الأرنب؟
قال الأرنب: لقد حذرني الفيل من الحديث مع الغرباء أيها الثعلب.
فضحك الثعلب بمكر وقال : هل تخاف مني وأنا بهذا الحجم الصغير؟
 ولا تخاف من الفيل بضخامته وهو من سيلتهمك في أي لحظة.

رد الأرنب قائلاً : ولكنه فيل طيب! وقد ذهب ليحضر لي الضماد والمعقمات.
ابتسم الثعلب بمكر قائلاً : وهل صدقته؟ لقد ذهب ليحضر سكيناً ليأكلك.
أثار هذا الكلام الخوف في نفس الأرنب وقال: قل ماذا أفعل الآن أيها الثعلب قبل أن يأتي الفيل ويلتهمنى، رد الثعلب تعالَ معي نهرب من هنا سريعاً ، وأخذه وهمّ بأكله، ولكن الفيل الطيب "فيلون" حضر مسرعاً وضرب الثعلب الشرير وقال للأرنب، ألم اقل لك أيها الأرنب لا تتحدث مع الغرباء؟
 رد الأرنب بحزن وهو مطأطئ الرأس : ولكنني كنت أخاف منك لأنك ضخم أيها الفيل وشكلك شرير!
قال الفيل وهو يضحك : أيها الأرنب الصغير ليس المخلوق بشكله ولا بحجمه، ولكن بقلبه وصفاته فلا تنخدع بالمظاهر يا صغيري وتحكم بها على الناس.
تعلّم الأرنب درساً مهماً وهو ألا ينخدع بالمظاهر أبداً، وبعدها لف الفيل له ساقه واطمأن عليها ثم ودعه.


2020-01-16


الدخول إلى موقع سبيستون


كما يمكنك الدخول عبر


أو يمكنك تسجيل حساب جديد