الغلاف
سبيستون
المقالات
كوكب الحروف والأرقام

صديقة غربتي

دفعت بها الحياة إلى بلد غريب .. لتجد نفسها في بيئة جديدة ومحيط مختلف ووجوه ما ألفتها يوماً.. كان من الممكن أن تمضي أيامها تشتكي صعوبات الحياة الجديدة ..لكنها قررت أن تصنع تجربتها الخاصة مع صديقة مميزة ..

لم تكن الصديقة التي اختارتها "هلا" سوى تخصصها الجامعي ..اللغة العربية .. لتقرر أن تخوض تجربتها في تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها.

درسٌ بعد درس كانت هلا تكتشف جمال صديقتها الجديدة .. البداية من يمين الصفحة كانت أحد المفاتيح الطريفة مع وجوه طلّابها التي ترتسم عليهم الدهشة حين تبدأ مغامرة التّعرف على الحروف وطريقة كتابتها المتعاكسة تماماً مع ما ألفوه واعتادوا عليه.

مع كل حصّةٍ درسيّة كانت هلا تكتشف مع طلابها جمال لغتنا الأصيلة .. كانت تتعلم عنها أكثر وتزداد صداقتها معها أكثر.. ومع كل معلومة جديدة كان حبها للغة العربية يزيد وهي تتعمق في تاريخ لغتنا الرائعة..

ستة عشر ألف جذر لغوي وما يزيد عن اثني عشر مليوناً من الكلمات يجعل من لغتنا العربية لغة ضخمة مليئة بالكثير من التنوّع والغنى على كل صعيد .. هذا ما تحاول هلا أن تشرحه وتوضحه دوماً لطلابها من خلال أبسط الأمثلة .. ومن خلال توضيح الخيارات والمترادفات المتعددة التي يمكن أن تكون كلها بدائل صحيحة لتعبير تريد استعماله .. ومع كل تواصل بيننا تحدثني هلا عن صديقة الغربة التي أعادت اكتشافها وأشعر برغبتها في عناق حروف لغتنا العربية حرفاً حرفاً ..

مشروعها في تعليم العربية يحلم بأن يكبر.. لإيمانها أن في العربية ما يجعلها متفوقة عن كثير من لغات العالم وبأن نقطة الانطلاق تبدأ من كل واحد منّا .. من إيمانه بتلك الحروف وبما يضيف من محتوى ..

العربية ليست صديقة هلا وحدها .. إنما هي صديقة لنا جميعاً .. ومسؤوليتنا تكمن في ألّا ندعها تنتظرنا طويلاً ..


2018-11-26


الدخول إلى موقع سبيستون


كما يمكنك الدخول عبر


أو يمكنك تسجيل حساب جديد