الغلاف
سبيستون
المقالات
كوكب الأكشن

في رحاب الفتح

وأخيراً وبعد طول ترحال .. وصلنا وجهتنا .. وضعنا الأمتعة .. وانطلقنا في رحاب الحضارة الجديدة التي سنبحر بها معاً هذه المرة ..

لا تشبه إسطنبول غيرها من المدن .. فهذه المدينة التي تتربع بين قارتين بمساحة تزيد عن 6000 كيلو متر مربع، كانت يوماً ما عاصمة لخلافة مترامية الأطراف مختلفة الأعراق والأجناس .. توحّدت تحت راية واحدة لما يقارب الأربعة قرون ..

من أين سنبدأ ؟ كان هذا السؤال الذي يجب علينا أن نطرحه .. هل نبدأ من بورصة حيث كانت النشأة الأولى ؟؟ أم من اللحظة التي تحدثنا عنها سابقاً ..  حين تم فتح القسطنطينية على يد محمد الفاتح .. وأمام بانوراما الفاتح حُسم الموضوع لتكون البداية من تلك النقطة بالتحديد..

بمجرد دخولك إلى البانوراما التي تقع في منطقة زيتنبورنو .. تدخل فعلياً إلى عالم آخر .. تصبح وكأنك قد دخلت عبر صفحات التاريخ .. صور مختلفة مدعومة بالصوت .. تشرح لك التفاصيل .. بل وكيف تم العمل على التوسع والبناء الذي تم بعد الفتح ..

في نهاية الممر تكون أمام مفاجأة .. سلًم لولبي .. ما إن تنهي درجاته حتى تجد نفسك وجهاً لوجه وسط المعركة ..

هذه المعركة التي جمعت عوامل النجاح من تخطيط واستعداد وعزيمة متوّجة بالإيمان .. كان لا بد أن تنجح بقيادة ذلك الشاب الذي لم يكن يتجاوز الخامسة والعشرين من العمر..

كان الهدف كبيراً .. لذلك كان الجهد جباراً .. فاجتمع في ذلك الجيش العساكر والمهندسون والعلماء ورجال الدين .. بل وحتى فريق من قارعي الطبول التي كانت مهمتم تحفيز الجيش الذي يجب ألا تبرد عزيمته .. وتجهزت الجيوش أولاً بالمدافع التي صُنعت خصيصاً لهذا الفتح ثم انتقلت إلى حصار القسطنطينية براً وبحراً.. وعندما وقف ميناء القرن العظيم حاجزاً في وجه القادمين .. كان الحل في نقل السفن براً بعد أن قاموا بطي الأشرعة حتى لا تتكسر على الطريق ليتجاوزوا المضيق الذي يقسم إسطنبول الأوروبية إلى قسمين بكل نجاح و يتابعوا المعركة..

كانت المعركة طويلة وطاحنة لكن الهدف الواضح الذي لا تراجع عنه ولا عودة دونه كان أشبه بمنارة تتجه لها كل القلوب والعقول إضافة إلى الأخذ بجميع الأسباب والذكاء والمرونة في تغيير الخطط والتكتيك كان الحكم في النهاية ليدخل محمد الفاتح ومن معه المدينة فاتحين ويكون أول عمل له السجود لله شكراً على نعمة النصر..

مكونات المستقبل المشرق قرأتها وسنقرأها معاً .. كل ما علينا هو أن نبدأ العمل .. بهذه الجملة نزلنا درجات البانوراما ونحن نعود لواقع نعرف أنه بإيدينا وبإيماننا قد يتغير عن قريب ..

 


2019-01-16


الدخول إلى موقع سبيستون


كما يمكنك الدخول عبر


أو يمكنك تسجيل حساب جديد