سلفي .. لا يمكن أن يكون خلفي

أمامه السيلفي صورة مستحيلة ... لا سيلفي يمكنها أن تجمع كل مافي الجدران من تاريخ، ولا أن تُسمعنا كل النّبض أو تخبرنا كل الحكاية..

كلّ جزءٌ منه شاهدٌ على وقت مضى.. وبين أجنحة الحمام ورائحة الورق من الزقاق القريب وعبق الياسمين البعيد يظهر أمامنا بكلّ جماله وجلاله "جامع بني أميّة الكبير".

إحدى عجائب الإسلام السّبعة التي يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام والميلاد معاً !! على أرضه تعاقبت السنون والشرائع السماوية .. ومع مسك الختام بأمر الوليد بالبناء كان هناك تأكيد على الحفاظ على كل هذا الإرث العظيم..

للأمويّ ثلاث مآذن .. إحداها كانت منارة لدمشق في زمن الوليد بن عبد الملك، الذي استدعى أمهر المعمارييّن والمهندسين من الهند وروسيا واليونان ليبدعوا كل تفصيلة في الجامع الجميل..

ولعل أشهر ما يميزّ الجامع الأموي ساحته الواسعة وقبّته النحاسية، إضافةً إلى أبوابه الرّائعة الجمال التي تقف في استقبالك بكل عزةٍ و شموخ..

إحدى أغلى مميزات الجامع الأموي التي لا يمكن للكاميرا أن تلتقطها هي صوت الأذان الذي يتصاعد في كل يوم بطريقة مختلفة عن سواه من الأيام..

خارجةٌ من الجامع ..تلمح عيناي قبر صلاح الدين الأيوبي .. وعوضاً عن السيلفي تمنيت أن أضم تلك البقعة من الأرض و أحميها من كل سوء..